هذا الكتاب هو الأول في موضوعه وفي منهجيته باللغة العربية، وهو من أبرز مؤلفات الكاتب جورج طرابيشي، والذي اعتمد فيه على أسلوب التحليل والتفسير، للخطاب العربي المعاصر الذي بدأ ينتج نفسه ويعيد انتاجه بآلية تكرارية ملحوظة، وما يميز الكتاب بشكل كبير هو أسلوب الكتابة الفلسفي، الزاخر بالتفاصيل والتفريق بين المتشابهات الدقيقة. وتعتبر الأطروحة الأساسية للكتاب والتي يقوم عليها العمل، هو تتبع بداية ما أسماه الكاتب بالردة التي رافقت الفكر العربي والتي انعكست في الخطابات والدعوات والأفكار في الساحة العربية بعد هزيمة العرب أمام إسرائيل عام 1967م والتي كشفت زيف الأيديولوجيات القومية والثورية التي كانت تتزعم الخطاب السياسي العربي في معظم الدول العربية وحتى التقدمية منها.