ثقافة تويتر: حرية التعبير أو مسؤولية التعبير
الكاتب : عبدالله الغذامي

 

حرية التعبير أم مسؤولية التعبير؟ ثنائية ليست خيارًا، و في تويتر يصبح المرء هو المالك المطلق لحريّته، و لكنه سيكتشف تلقائيًا أن غيره يمتلك حرية مماثلة، و هنا تتصارع الحريات، و لن يستقيم أمر الخطاب التويتري إلا بتوافق ركني المعنى الفلسفي الأوّلي لمفهوم الحرية، أي حرية التعبير مرتبطة بمسؤولية التعبير. فأنت هنا لا تغرّد وحدك، لكنك ترسل تغريداتك، و غيرك يشترك معك بالضرورة فيما ترسله من خطاب، كما أنه يرسل و يغرّد بقدرة مماثلة لما عندك. و لذا صارت حرية التعبير في تويتر هي المزية و العيب معًا، فحريّة هذا تحتكّ بحرية ذاك مباشرة دون ضوابط مادية و لا زمنية، و هي فعاليةتكشف عن تحوّل الخطاب من الورقة و الصفحة، إلى الالإصبع و الشاشة، و هذا اقتضى سرعة التفاعلحتى لتكون ضربة الإصبع، أسرع من حركة الذهن، و يسبق القول التفكير، و ينكشف المخبوء الذاتي دون رقيب، حتى ليعجز الرقيب الذاتي عن التحكم بسرعة الإرسال، و هذا تغير نوعي عميق في تفاعلية الثقافة، تبعه تكشّف حالة الخطاب، كمن يستحمّ في بيت زجاجي، على شاشة سِمتها أنها كاشفة/ مكشوفة. هنا تأتي أسئلة تويتر بوصفها خطابًا تفاعليًا و نقديًا، و بوصفها حقيقةً (مافوق تفاعلية)، و هو ما طرحناه في مباحث هذا الكتاب. 

كافة الحقوق محفوظة لحوار الثقافات