بعد فترة وجيزة من بدء الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1992 صدرت مجموعة من الدراسات والكتب عن قضية البوسنة. وكان التركيز في أغلب الأحوال في معظم هذه الكتب على الأحداث اليومية. أما الجانب التاريخي المتعمق فيبدو ناقصا ومبتورا وغامضا, وأما البشانقة الذين هم لب القضية وأصحابها فالكلام عنهم منبري إنشائي دون التعمق في صلب قضيتهم وفي جذور هويتهم. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن كثيرين ظلوا لفترة طويلة يجهلون البشانقة وبلدهم البوسنة والهرسك, وربما لم يعفهم البعض إلا من خلال بعض السمات الطريفة والأحداث غير المألوفة, بينما لم يكونوا معروفين على الإطلاق من خلال خصائصهم الجوهرية التي تشكل سماتهم السياسية والتاريخية والثقافية والأدبية وعاداتهم وتقاليدهم.